أوضح الدكتور محمد سعد الكتاتنى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، أن
محاكمة الرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق ومساعديه، دليل على
جدية المجلس العسكرى فى الإيفاء بوعده فى محاكمة مبارك، معتبرًا أن حضور
مبارك فى الوضع الذى كان فيه ممددًا على سرير داخل قفص الاتهام فيه رمزية
كبيرة ورسالة من هيئة المحكمة أنه لا تمييز فى العدالة.
وأضاف د. الكتاتنى "لليوم السابع" أن نقل مبارك من شرم الشيخ وإيداعه فى
المركز الطبى العالى بطريق الإسماعيلية أى قرب القاهرة علامة على وجود رغبة
لدى المجلس العسكرى فى تبديد جميع المخاوف والشعور السلبى الذى كان يخلفه
وجود مبارك فى شرم الشيخ.
وشدد الكتاتنى على أنه على ثقة فى إجراءات وتصرفات المجلس العسكرى فى قضية
محاكمة والحرص على العدالة، لكنه ذكر أن المحاكمة لن تنتهى سريعا لأسباب
عدة أهمها أن القضية كبيرة وتخص رئيس دولة سابق وفيها أوراق واتهامات
متشعبة وعدد كثيف من المتهمين، إلا أن مشاهدة رئيس مخلوع ونجليه ورموز حكمه
فى القفص أكبر رسالة بأن هناك حدثًا فريدًا تعيشه مصر، واصفًا الموقف
بالانتصار الجديد لإرادة الشعب بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث كانت المطالبة
بمحاكمة هذه الشخصيات على رأس المطالب منذ اندلاع الثورة.
واعتبر الدكتور الكتاتنى أن مثول هذه الشخصيات داخل قفص المحاكمة ومطالعة
ملايين المشاهدين لها عبر شاشة التليفزيون بثت الطمأنينة فى نفوس الشعب
المصرى بأن العدالة تأخذ مجراها، وأنه لن يفلت مجرم بجريمته مهما كان
منصبه.
وأوضح الدكتور الكتاتنى أن الاستمرار فى هذا النهج كفيل بمد جسور قوية من
الثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة فى مصر خلال هذه الفترة، وهى ثقة يجب
الدفع فى اتجاه ترسيخها؛ لأنها ستكون بوابة إلى البدء فى مرحلة البناء
والتنمية على كافة الأصعدة وفى جميع المجالات.
وأضاف الأمين العام للحزب: إنه إذا كان ما حدث اليوم من محاكمات خطوة جيدة
فى إطار معاقبة قاتلى المتظاهرين خلال أيام الثورة فإنه من الضرورى عدم
إفلاتهم من العقاب عن جرائم تزوير الانتخابات وإفساد الحياة السياسية
والاقتصادية فى مصر خلال العقود الماضية، حيث لا تقل هذه الجرائم فى
خطورتها عن جرائم القتل أو نهب الأموال.