الأسباب الشائعة لفشل علاج الوسواس القهري
معظم الناس الذين يبحثون عن علاج للصحة العقلية و النفسية, يكونوا غير مدركين لمجموعة واسعة من وجهات النظر والتوجهات النظرية التي تؤثر على عملية العلاج.
وليس كل المعالجون النفسيون يعرفون كيفية علاج الوسواس القهري بالفعل. فعلاج الوسواس القهري هو نوع من العلاج السلوكي المعرفي ( CBT ) الذي يتطلب نظم جلسات متخصصة تسمى التعرض للطقوس و منع الطقوس.
فعلى سبيل المثال, على الرغم من أن أي طبيب يمكنه قياس معدلات ضغط الدم, إلا أن عدد قليل من الأطباء المتخصصون هم من يستطيعون عمل عملية جراحية في القلب, وبالمثل تماما, يمكن لأي معالج نفسى مساعدة أى شخص على الشعور بقليلا من الراحة, ولكن عدد قليلا جدا هم من يستطيعون علاج الوسواس القهري بشكل فعال.
ولكن كيف يمكنك تحديد أيا من المعالجين جيدا أو أيا منهم أفضل؟
الإرشادات التالية هي الأخطاء الأكثر شيوعا التي يقع فيها المعالجون عند علاج الوسواس القهري.
لذلك فإن لاحظت أن معالجك يقع فى بعض من هذه الاخطاء, فلربما من الأفضل لك أن تبحث عن معالج نفسى آخر يتمتع بالخبرة والتدريب على نحو أفضل.
- توفير الإطمئنان
الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري غالبا ما يشعرون بالحاجة الشديدة إلى طمأنتهم باستمرار فيما يخص الأمور التي تثير قلقهم.
و يتم تدريب معظم المعالجين على توفير و منح الطمأنينة للمرضى حسب حاجة كلا منهم, وبالتأكيد حتى مجرد كمية صغيرة من الطمأنينة تعد آمرا هاما في بعض الأحيان.
ومع ذلك, فإن مطالب مريض الوسواس القهري الدائمة للطمأنينة, تعد من طقوس المنع بعد فترة من العلاج, بحيث يجب أن يتوقف المريض عن الشعور بها لإحراز تقدم فى العلاج. و على المعالج أن يشرح للمريض أن طلبه الدائم للطمأنينة لن يلتفت له بعد الآن, وعلاوة على ذلك, يجب عدم إستخدام الأصدقاء و الأسرة كمصدر للأطمئنان من قبل المريض. المعالجون عديموا الخبرة قد يعتمدون, دون قصد, على توفير أكبر قدر من الطمأنينة لمريض الوسواس القهري خلال كامل جلسات العلاج, بينما فى حقيقة الآمر, أن الآحرى بهم هو تعليم ذلك المريض كيفية الإستغناء عن تلك الحاجة الملحة للشعور بالطمأنينة.
- التعرف على جوهر الخوف
معظم مرضى الوسواس القهري لديهم العديد من الوساوس أو الدوافع المختلفة, و لكى يكون العلاج فعالا, يجب على مريض الوسواس القهري تعلم كيفية وقف دوافعه . و كل دافع أو وسواس يمكن معالجته بشكل فردي خلال عملية العلاج.
ومع ذلك, يظل أهم الأمور فى عملية العلاج, هو تحديد أكثر ما يخيف مريض الوسواس القهري, لأن كل الدوافع و الوساوس لديه, ومهما اختلفت, فإنها تنبعث من جوهر خوف واحد.
و إذا تمكن المعالج من تحديد و علاج الوساوس دون الوصول الى جوهر الخوف الأساسي, فكأنه لم يفعل شيئا, حيث ستظل تتشكل لدى المريض وساوس جديدة وتنمو مع الوقت, لأن منبع الخوف الرئيسى مازال حيا.